تعاني تكميلية حلتا الرسمية ولسنوات خلت من
تشققات وتصدعات طاولت العديد من جدران واسطح غرف التدريس وباتت تشكل خطرا
على سلامة التلامذة خاصة خلال فصل الشتاء بحيث تتحول بعض الصفوف الى ما
يشبه المستنقعات نتيجة المياه التي تتسرب من هذه التشققات الى داخلها فيضطر
الطلاب عندها الى ترك مقاعدهم الدراسية والعودة الى منازلهم بانتظار الفرج
وذلك في ظل غياب تام للجهات المعنية التي لم تنفع معها مناشدة ادارة
المدرسة والطلاب وذويهم المتكررة لمعالجة هذه المشكلة التي تنذر بعواقب
وخيمة في حال لم يتم تداركها.
مدرسة حلتا التي يعود تاريخ بنائها الى مطلع الثمانينيات من القرن الماضي
من قبل اتحاد غوث الاولاد كانت ولا تزال تشكل خط تماس مع مواقع العدو
الاسرائيلي عند تخوم مزارع شبعا المحتلة وكانت تنال نصيبها من اضرار وخراب
كلما تعرضت البلدة لاعتداء من قبل هذا العدو الغاشم خاصة ابان حرب تموز
2006 ومساحة هذه المدرسة هي بحدود الـ 1000 متر مربع عبارة عن مبنيين
متجاورين يحويان 18غرفة للتدريس والادارة وتضم اليوم 75 طالبا وطالبة في
المرحلتين الابتدائية والمتوسطة وهذا البناء لا تتوافر فيه االشروط
والمقومات المطلوبة كما هو الحال في باقي المدارس الاخرى حيث ان الطابق
السفلي منه متروك منذ عدة سنوات نتيجة التصدعات التي لحقت به كما ان هناك
خمسة غرف اخرى لقسم الروضات في الجهة الشرقية اصابها التشققات والتصدعات
وباتت غير صالحة للتدريس ناهيك عن اضرار مماثلة في باقي الصفوف الاخرى
الامر الذي استدعى صرخة عارمة اليوم من قبل الطلاب وذويهم ومعهم ادارة
المدرسة مطالبين الجهات المعنية برفع هذا الظلم اللاحق بهم من خلال ايجاد
حلول جذية لهذه المشكلة التي لم يعد بالامكان السكوت عنها والعمل على بناء
مدرسة جديدة تخضع للمواصفات الصحية والتربوية المطلوبة وتجهيزها بالمعدات
اللازمة حفاضا على مصلحة الطلاب ومستقبلهم العلمي .
ورأى النائب الدكتور قاسم هاشم، الذي تفقد مبنى المدرسة برفقة مختار البلدة
محمد قصب ونزيه يحيى ممثلا بلدية كفرشوبا التي تخضع لها حلتا اداريا، أن
هذه المشكلة تتطلب عملا سريعا من اجل اعادة ترميم وتاهيل الطابق السفلي
ومعالجة التصدعات البائنة في جدران الغرف لوقف تسرب المياه الى داخلها ورفع
الخطر القائم عن التلامذة حتى انتهاء العام الدراسي كتدبير مؤقت يصار
بعدها الى حل جذري لهذه المشكلة من خلال استحداث مبنى مدرسي جديد في
البلدة بدلا للمبنى الحالي وهذا ما نسعى لتحقيقه مع وزارة التربية من جهة
ومع مجلس الجنوب الذي كان له الفضل الاكبر في بناء العديد من المدارس
وتنفيذ العديد من المشاريع الانمائية في هذه المنطقة يوم كانت الدولة
غائبة عنها .
واكد هاشم وقوفه الى جانب اهالي حلتا لرفضهم اية محاولة من قبل اية جهة
كانت لنقل طلاب المدرسة الى مدارس اخرى في المنطقة محملا الحكومات
المتعاقبة تبعية التقصير والاجحاف والغبن اللاحق بابناء المناطق الحدودية
منذ امد بعيد .
من جهته، مسؤول لجنة الاشغال في بلدية كفرشوبا نزيه يحيى اشار الى ان
بلديته لم تألو جهدا في سبيل رفع الخطر عن ابناء المدرسة ضمن امكاناتها
المتوفرة وذلك من خلال معالجاتها المؤقتة للتشققات الحاصلة في بعض صفوف
المدرسة عبر متابعة مستمرة من قبل مهندس البلدية بالكشف الميداني على
مبنى المدرسة وما يلحق به من تصدعات ورفع تقريرا مفصل بهذا الشان الى
البلدية التي عملت بدورها على اجراء اللازم ولفت الى ان بلديته ستقوم خلال
الأيام المقبلة بتأمين مبنى لإستيعاب التلامذة في صفوف بديلة ريثما يتم
اعادة تاهيل وترميم الغرف المتضررة حفاظا على مصلحة وسلامة اطفالنا كما
وناشد يحيى وزارة التربية وكل الجهات المعنية بايجاد حل جذري لهذا الموضوع
من خلال انشاء مبنى جديد حماية لحياة ابنائنا وتامينا لمستقبلهم العلمي.
اما مختار البلدة محمد قصب فاستغرب هذا الاهمال الذي لا مبرر له تجاه ابناء
العرقوب عامة وابناء كفرشوبا وحلتا بشكل خاص واعتبر ان المسؤولية تقع على
عاتق وزارة التربية التي كان عليها الكشف على المدرسة والتاكد من سلامة
المبنى قبل بدء العام الدراسي كي لانقع في المحضور كما هو حاصل اليوم مشددا
على ضرورة بناء مدرسة جديدة كحل جذري لهذه المشكلة .
وباسم التلامذة توجهت الطالبة داليا عبد العال الى رئيس الجمهورية والوزراء
والنواب بنداء تمنت عليهم ابعاد شبح الخوف الذي يسيطر علهم نتيجة الخطر
المستحكم بمبنى المدرسة .