บ้าน
| الاردن | |
| دعوة للاهتمام بعلم الآثار في المناهج الدراسية | |
| بدأت الكثير من العلوم تدخل في حياة الشعوب ، وتصبح جزءا دقيقا من مفاهيم المرحلة ، ليس فقط في استخدامات عشوائية بل بتسيير منهجية الحاضر والمستقبل ، ولعل من ابرز هذه العلوم التي يرى المختصون أنها مهمشة هو "علم الآثار" الذي يعد الحافظة الامينة للتاريخ وهوية الحاضر. مختصون في علم الآثار يرون انه على الرغم من اهمية هذا العلم ، وخطورته ، إلاّ انه وللأسف مهمّش بشكل كبير في مناهجنا المدرسية منها والجامعية ، وحتى المعلومات الاثرية والتاريخية في هذه المناهج في حال وجودها تعد متواضعة جدا او اقرب الى المعلومات الفارغة التي لا تتعدى كلمات سطحية سرعان ما تنسى بمجرد تأدية امتحان المادة الخاصة بها. وفي متابعة لـ"الدستور" حول حضور علم الآثار وثقافتها والتراث الحضاري تعليميا في مناهجنا ، قال مدير عام دائرة الاثار العامة الدكتور زياد السعد انه للاسف لا يوجد بالمطلق اهتمام بهذا العلم ، لذلك نجد جهلا واضحا بتاريخنا من جانب ، ومن جانب آخر عدم حماية الآثار من السلوكيات السلبية التي تمارس من قبل البعض ، ذلك ان الاعتداء على الاثار او حتى على "التاريخ" يعتبر جهلا بأهمية ما يعتدى عليه ، وهذا يقودنا الى وضع خطير تضيع به هويتنا كون علم الاثار والتعمق به يعزز الانتماء والولاء ، سيما اذا ما عرفنا قيمة وطننا تاريخيا. الى ذلك ، طالب عدد من المختصين بالتاريخ وعلم الآثار بضرورة ادخال هذا العلم في المناهج المدرسية والجامعية بشكل عملي ، اضافة الى تغيير المناهج التي تتناول هذا النوع من العلوم بشكل يجعل من المعلومة "دسمة" وتقدم الوجبة الصحيحة للقارئ ، وبشكل تفصيلي ، يجعل من حاضرنا امتدادا حقيقيا للتاريخ الزاخر بالاحداث والشخصيات الهامة. وفي هذا الشأن ، حذّر د.السعد من ان المعلومات في المناهج تطرح في اطار خاطئ ، بشكل تقدم به معلومات فارغة ، لا تُشرح كما يجب ، فعلى سبيل المثال هناك معلومات في المناهج حول "مخطوطات البحر الميت" لكنها غير مشروحة بالطريقة الواجب تقديمها بها ، وعليه فالطالب يقرأ عنها في المنهاج لكنه لا يعرف واقعها او حقائق علمية بشأنها ، وبالتالي مثل هذه الثقافة يجب التنبه لها والتعامل بجدية معها فهي من ثوابتنا التاريخية. وقال: سعينا دوما لادخال علم الاثار في المناهج ، وسعيت لتنفيذ هذا المشروع مذ كنت استاذا جامعيا في جامعة اليرموك ، وثقافة الاثار والتراث الحضاري في المدرسة والجامعة ، مؤكدا اهميته كونه يعمل على تكوين الشخصية ويعزز الولاء والانتماء ، ويصقل شخصية الانسان ويخلق هوية وطنية عند الاشخاص. ولفت د.السعد الى ان الاهم من مبدأ الحفاظ على الموقع الاثري أن ندرك اهميته ولماذا الحفاظ عليه ، فهذه القناعة بحد ذاتها ناتج هام جدا ، علينا تحقيقه. ونبه د.السعد الى ضرورة ان نتنبه في تربيتنا ونظامنا التعليميين الى ان يكون هذا الامر حاضرا وبقوة ، ذلك اننا وللاسف شعب في اغلبه لا نعرف تاريخنا بل نجهله ، فمناهجنا لا يوجد بها ثقافة ، وعليه يجب ان نبني فهما وتقديرا واعتزازا بتراثنا وجذورنا وحضارتنا. وشدد د.السعد على ان علم الآثار وهذا النوع الهام من الثقافة يسهم عمليا بخلق هوية وطنية مشتركة ، مشيرا الى ان القائمين على المناهج والتربية ، غير مدركين خطورة الموضوع: لذلك هم يتجاهلونه. |
مجموعة التعليم العربي
