أصدرت لجنة معلمي الأردن بياناً أكدوا فيه أن المعلمين لا يطلبون سوى
حقوقهم التي قامت الحكومة بسلبها إرضاء لبعض الموظفين، مشيرين إلى أن
المعلمين هم الجيش الثاني الذي يدافع عن الوطن.
و أكد الملمون حرصهم على مستقبل الطلبة و عدم الإضرار بحقوقهم.
و حذرت اللجنة في بيانها الحكومة من استخدام الطرق المختلفة لإسكات المعلمين عن حقوقهم، مؤكدين أن هذا يزيدهم إصراراً على موقفهم.
و تالياً نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
( – عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه كنت خلف رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوما قال يا غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله
تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن
الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ،
وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، (
رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي.
أيها الأخوة المعلمون , أيتها الأخوات المعلمات .
يامن تدافعون عن حقوقكم وحقوق أبنائكم .
أيها الأهل والأصدقاء يا أبناء العشيرة .
نخاطبكم اليوم من منطلق -أننا كما عهدتمونا دائما – حريصون على مستقبل
أبنائكم وبناتكم فهم أبناؤنا وبناتنا ولا نقبل الإضرار بهم وبحقوقهم , ولكن
هذه الحكومة قد أجبرتنا على اتخاذ هذه الخطوة – خطوة الإضراب – وقلبنا
يعتصر ألما على أبنائنا الطلبة .
أيها الأخوة :- لقد تناست الحكومة الفساد المستشري في كل مؤسسات الدولة
فأصبحت تكيل للمعلمين التهمة تلو الأخرى يساعدهم على ذلك أبواقهم الإعلامية
والتي انكشفت قبل أيام , نعم انكشفوا على حقيقتهم وأن من يدّعون الإعلامية
المهنية لم يكونوا سوى أدوات صنعها من صنعها لتمرير قرارات علينا نحن
الذين كنا نظن أن مقدرات هذا الوطن أمانة في أعناقهم , إلاّ أنهم قد خانوا
هذه الأمانة , وسوف يأتي يوم يحاسبون فيه أمام الله وأمام شعوبهم .
أيها الأخوة :- إن إخوانكم المعلمين لا يطلبون سوى حقوقهم التي سلبتها هذه
الحكومة من أجل إرضاء الموظفين الذين خلقوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب , لم
نطلب سوى إرجاع الحق لأصحابه , ومن لا يدافع عن حقه لن يدافع عن وطنه إن
اعتدي عليه لا سمح الله , ولن يدافع عن أرضه ولا عرضه . لقد شكّك البعض في
وطنيتنا وفي ولائنا وانتمائنا , وتناسوا بأننا نحن المعلمين الجيش الثاني
الذي يدافع عن هذا البلد لأننا لا نملك غير هذا البلد ولا نعشق ثرى غير ثرى
هذا البلد المعطاء , وأننا لا نملك سوى عشقنا لهذا البلد على عكس المدعين
الذين يزاودون على وطنيتنا وانتمائنا وولائنا , فاسألوا أولئك المزاودين كم
من الجنسيات يملكون وكم من الطائرات تحت تصرفهم إن حدث مكروه لا سمح الله ,
لن نقبل بعد اليوم أحدا يزاود على أي معلم فكفاكم تملقا وكذبا وخداعا
للرأي العام . إنكم تصورون وبطريقة بشعة الضحية وكأنها هي المجرم , نعم لقد
كنا ضحية للفاسدين الذين نهبوا خيرات هذا البلد فمنهم من هرب ومنهم ما زال
طليقا وقليلون من هم خلف القضبان.
لن نسكت بعد هذا اليوم على الظلم والجور ولن نكون كما تعتقدون قطعانا
تسوقونها كيفما تشاؤون , سوف نقف لكم ونوقفكم ونكشف ظلمكم وفسادكم فقد طفح
الكيل.
لقد استخدمت هذه الحكومة شتى الطرق كي نسكت عن حقنا , فتارة بالتهديد
والوعيد وأخرى باستخدام الفتاوى وتارة اخرى بتأليب الشعب على المعلمين
المظلومين , ونقول لهذه الحكومة لن تنفع كل طرقكم المكشوفة ولن تثنينا عن
المطالبة بحقنا وسوف لن تزيدنا هذه الطرق الغير اللائقة إلاّ إصرارا على
موقفنا للحصول على حقوقنا فلا تلعبوا بالنار إن اشتعلت لا سمح الله فسوف
تحرق الأخضر واليابس فطرقكم هذه لا تريد سوى إشعال نار الفتنة ولكننا
متيقظون لكل ألاعيبكم وأهدافكم .
أيها الأخوة :- لقد جاء اليوم الذي نكشف بعض ما عندنا , فعندما توقفنا عن
تصحيح أوراق الثانوية العامة فقد أتت اتصالات إلي من أحد كبار موظفي وزارة
التربية وقال بالحرف الواحد ( ارجعوا للتصحيح وها هو الدوام قادم ) أي أنّه
يحرضنا على الإضراب في بداية الدوام , فكان ردي عليه لا ترحلوا الأزمات
فالمعلمون يريدون حقوقهم ولا يريدون الإضراب , ولكن لا حياة لمن تنادي .
الأخوة المعلمون , الأخوات المعلمات :- إن حقكم سوف يصل إليكم بالتزامكم
بالإضراب القائم الآن فإن تراجعتم لا سمح الله تحت أي ضغط فاعلموا بأنكم
سوف تفقدون حقوقكم وقبل حقوقكم ستفقدون احترام المجتمع لكم واحترامكم
لأنفسكم , فاصبروا أيها الأخوة والأخوات فما النصر إلاّ صبر ساعة .
وإلى المرجفين القعدة الذين يتباكون على الطلبة ويصدرون البيان تلو الآخر
نقول لهم كفاكم تملقا وتزلفا فالجميع يدافع عن حقوقكم وإن بياناتكم التي
تكتبونها وتهاجمون بها زملاءكم المعلمين لا تساوي حتى الحبر الذي كتبت به
هذه البيانات وسوف يحاسبكم التاريخ على كل ما تفعلون ( وسيعلم الذين ظلموا
أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين ) صدق الله العظيم .
أيها الأخوة والأخوات أولياء الأمور :- أبناؤكم وبناتكم هم أبناؤنا وبناتنا
ونحن ننتظر بفارغ الصبر حتى تزول هذه الغمة ويعودوا إلى مدارسهم معززين
مكرمين كما سيعود معلموهم كذلك بإذن الله , فلا تستمعوا لبعض القنوات
المحرضة المغرضة والتي تريد أن تشرخ العلاقة بين المجتمع المحلي والمدرسة ,
واعلموا أيها الأخوة والأخوات بأنه لن تضيع دقيقة واحدة من حق أبنائكم
وسوف يعوضون عن كل حصة فاتتهم حتى وإن اقتضى الأمر أ ن يداوم المعلمون في
بيوت طلابهم .
نوجه شكرنا العميق لكافة هيئات المجتمع المدني والنقابات المهنية والأحزاب
والإعلاميين الشرفاء الذين آزرونا وما زالوا في المطالبة بحقوقنا وجزاكم
الله عنا كل خير.
إننا نعاهد الله أن نكون عند حسن ظن الجميع بنا وأن نبقى مدافعين عن الحق
مهما كلّف الثمن ولن نتوانى بإيصال رسالتنا – رسالة الأنبياء والرسل – ولن
نهاب في قول كلمة الحق لومة لائم . ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ,
ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا
ما لا طاقة لنا به ) صدق الله العظيم .
رئيس لجنة معلمي الأردن
عبد الغفور القرعان