บ้าน
كتبت
بسام بدارين في صحيفة القدس العربي الثلاثاء :لأسباب ليست مفهومة بعد لم
يتضمن الخبر الرسمي الذي تحدث أمس الأول عن إستقبال جلالة الملك عبد الله
الثاني لنخبة من قادة حماس إسم الصديق القديم لعمان في عهد الملك الراحل
حسين بن طلال الدكتور موسى أبو مرزوق.
ولم يظهر إسم أبو مرزوق رغم أن الصور التي بثتها الوكالات الحكومية تظهره جليا بجانب مشعل وولي عهد قطر في الجلسة الرسمية.
وكان
ذلك لافتا للنظر فأبو مرزوق هو عمليا صديق برنامج التقارب مع الأردن
والرجل القوي في المكتب السياسي المؤهل لخلافة خالد مشعل إذا ما قرر الأخير
الإعتزال فعلا أو دخل قطاع غزة وقرر البقاء فيه وفقا للسيناريو الذي تخيله
الكاتب والمحلل السياسي الأردني ماهر أبو طير.
لكن
أبو مرزوق عمليا قد يكون الشخص الذي عبر بصورة مباشرة عن مؤشرات 'خيبة
الأمل' الحركية بعد اللقاء الرسمي حيث لم تناقش القضايا الخلافية ولم يبرز
حديث سياسي جماعي وتكثف السياق البروتوكولي وحصل مشعل فيما يبدو على ميزة
البقاء لأسباب إجتماعية وفي وقت متأخر جدا مساء الأحد.
بعد
الخروج من اللقاء في القصر الملكي أرسل أبو مرزوق لصديق أردني من قادة
الحركة الإسلامية رسالة قصيرة يقول فيها: لن نستطيع التخلي عن إيران مجانا
وبدون بديل عربي وأي محاولة لإجبارنا على الإعتراف بإسرائيل ستكون بمثابة
إنتحار سياسي.
هذه
الرسالة لا تعني إلا ان أبو مرزوق تحديدا لم يكن مرتاحا لثمار اللقاء مع
القيادة الأردنية، فالحركة لم تحصل سياسيا على أي شيء والأردنيون سلطوا
الأضواء على الجانب الإنساني فقط وليس السياسي للقاء الأول منذ عام 1999.
ومن
الواضح ان عضو المكتب السياسي الذي شارك في اللقاء عزت الرشق لم يكن هو
الأخر رغم أنه تجاوب مع رغبة مشعل في الإشادة بالزيارة والأجواء.
وحده
مشعل بدا مصرا بعد ان سمح له بالتريث قليلا في عمان وحظي بحراسة ملكية
رافقته عندما زار بيت العزاء في المناضل الراحل بهجت أبو غربيه.. فكرة مشعل
وحسب الكاتب المقرب من الإسلاميين محمد أبو رمان كانت كالتالي: مجرد حصول
الزيارة حدث إيجابي وكلفة إلغائها أو التنازل عنها أكبر من كلفة تنفيذها
ووفقا للأجندة الأردنية فقد قيدت الحركة السياسية لوفد حماس القيادي بوضوح
وبزر بان أبو مرزوق دون وأكثر من غيره لم يحظ بأي أضواء لافتة رغم أن صحيفة
'السبيل' الناطقة بإسم الإسلاميين سلطت الضوء في اليوم التالي على الجرعة
الإيجابية المجاملة التي قصدها خالد مشعل .
ولم
يكن قادة حماس مثل أبومرزوق والرشق وحدهم في دائرة 'عدم الرضا' عن ترتيبات
الزيارة فرئيس الوزراء عون الخصاونة لم يجر مباحثات رسمية مع وفد حماس ولا
وزير الداخلية ولا صديق الحركة ومن أقام لها مأدبتي غداء وزير الإعلام
راكان المجالي.. حتى أن حكومة الخصاونة غابت تماما عن مجريات اللقاء ولم
تكن طرفا فيه من كل الجوانب.
بوضوح
يمكن ملاحظة الحكومة وهي تنأى بنفسها عن ترتيبات إستقبال مشعل ورفاقه في
قصر الحمر الملكي الأردني، الأمر الذي يعزز القناعة بسيناريو وجود خلافات
حول ملف حماس بين الحكومة ومؤسسة القصر حيث لم تبرز ولا إشارة واحدة على أن
ملف حماس في طريقه للتحول من المستوى الأمني والإنساني إلى المستوى
'السياسي' وهذا حصريا ما لاحظه المحنك محمد نزال المهندس الخفي لكل
الإتصالات البينية بين الجانبين.
وبقاء
الملف في القناة 'الأمنية' والإنسانية في الواقع يزعج الحكومة وقادة حماس
أيضا لكن خالد مشعل أبلغ مساء الأحد قياديا في الحركة الإسلامية بان الصبر
أساسي مرحليا مشيرا لعدم وجود نتيجة عوائد سياسية يمكن جنيها لو تجاهلت
حماس الزيارة او هاجمت تفاصيلها متأملا أن يتحرك الأمر لاحقا على أساس
اللقاء الوجاهي مع الملك عبد الله الثاني الذي قال مشعل انه كان ودودا
للغاية ومجاملا إلى أقصى حد.
لكن
نظرية مشعل في الصبر أكثرعندما يتعلق الأمر بالأردن يردها بعض رفاقه إلى
ميل مشعل في العام الأخير للإكثار من مديح الزعماء العرب ومجاملتهم بدليل
أن الرئيس محمود عباس تفاجأ من نعومته في القاهرة.. هذا ما همس به أحد قادة
حماس في أذن 'القدس العربي وهو يقول : أخونا أبو الوليد يتحول إلى مجامل
من الطراز الرفيع .
